منتديات القلب الفلسطيني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الانتفاضة...عرائس من شموع دبت فيها الروح

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

الانتفاضة...عرائس من شموع دبت فيها الروح Empty الانتفاضة...عرائس من شموع دبت فيها الروح

مُساهمة من طرف عائد الى حيفا الثلاثاء فبراير 27, 2007 11:04 am

إن كلماتنا تظل عرائس من شموع حتى إذا متنا في سبيلها دبت فيها الروح وكتبت له الحياة, هكذا لخص أديب إسلامي طبيعة وسمت رجل العقيدة, الرجل الذي يقود المعركة ببسم الله وعلى منهج الله, لا أرض تحده ولا شهوة تقعده, هدفه سما فوق تطلعات البشر, ونظرته ترنوا بعيدًا حيث الموعود السماوي, ومن أجل ذلك هانت عليه حياة العبيد فباعها حيث الحياة التي تفجرها ينابيع الشهادة تتلألأ أمام عينيه وتداعب خواطره وهمساته.



المشروع العقدي للانتفاضة

حقيقة تفرض نفسها على المتأمل لواقع الساسة الذين يقودون شعوبهم لمفاوضات طويلة الأمد بعيدة المنال يحسبها الظمآن ماء, وبين أطروحات أصحاب الكفاح المسلح الذين يلوحون للأمة بأنهم يملكون المشروع الحقيقي للخلاص من حياة العبودية والذل والاسترقاق.

نقول أن تلك الحقيقة تتمثل في أن الساسة لا يرون إلا الحلول الوسط والتنازلات مقابل ما يحسبونه مكاسب, أما أصحاب العقيدة فلا مجال عندهم لتنازلات تذهب بلب القضية التي يدافعون عنها, قد يكون لديهم الحنكة والخبرة للتعاطي مع الواقع على اختلاف مراحله, ولكن أبدًا تظل الثوابت كذلك لا تتغبش ولا تشوبها شوائب الطريق.

ونحن إذا ذهبنا نتأمل واقع الانتفاضة الفلسطينية نتلمس ذلك البعد العقدي, وآثاره في ذلك المشروع الذي أيقظ الأمة وحرك الأمل في النفوس, فإننا نجد أن بعدها العقدي بقدر ما حافظ لها على قدر من الثوابت, بقدر ما حقق لواقع القضية الفلسطينية أولاً وللأمة العربية والإسلامية ثانيًا الحفاظ على ذاكرتها مع الضياع والنسيان, هذا إلى جانب لم شمل الأمة من جديد حول قضيتها الأساسية.



ـ الحفاظ على الثوابت

وتجلت حقيقة الحفاظ على الثوابت في بعدين اثنين: ـ

الأول: تبيان حقيقة الصراع

لم يكن هذا الصراع بين المسلمين والصهاينة منذ منشئه وحتى الآن صراعًا قوميًا أو صراعًا سياسيًا بقدر ما هو صراع عقدي.

فانتفاضة الأقصى لم تقم بسبب قضية قومية أو سياسية, ولم تقم دفاعًا عن شخص, ولكن قامت ما إن وطأت أقدام الخبيث زعيم حزب الليكود اليميني المتطرف ارييل شارون باحة المسجد الأقصى في 28سبتمبر عام 2000.

ومن الأقصى وبسبب الأقصى انطلقت الانتفاضة, ومن أجل هذا فقط تجاوبت شعوب العالم العربي والإسلامي معها.

فجماهير المسلمين لم تتحرك ولم تغضب عندما رفضت 'إسرائيل' من خلال مبادرات الاستسلام واتفاقيات الهوان إعادة الأراضي المحتلة للفلسطينيين أو إعادة اللاجئين أو إعلان دولتهم، ولكن ما أن يُمس أصل العقيدة وتدنس قدم شارون ساحة المسجد الأقصى حتى تشتعل جذوة الغيرة في النفوس وتستدعى الذاكرة حقيقة الصراع وآلياته.

أبرزت الانتفاضة إذن أن الذاكرة التاريخية عن حقيقة الصراع ما زالت حية لم تذقها أوهام السلام مع الصهاينة مرارة الموت.

ولعل هذا التوازن كان ضروريًا لاستعادة الوعي لجيل من الشباب تربى في ظل شعارات السلام وفقد ذاكرته عن جذور الصراع وحقيقته العقدية.



الثاني: التأكيد على أن الصراع لم ولن ينتهي لصالح الصهاينة

جاءت الانتفاضة واشتعلت جذوتها لتعلن من جديد أن هذه الأمة قد تغيب حينًا من الدهر عن ساحة الفاعلية والتاثير, ولكن لن تمحي, وأنه ما ينبغي لها أبدًا أن تموت, ولن تموت.

فانتفاضة الأقصى و مساندة الجماهير والإسلامية أعلنت من جديد صمود الأمة وحيويتها, في الوقت الذي ظن الساسة أن الصراع قاب قوسين من الانتهاء من خلال عملية تفاوضية تستعيد جزء من الأرض يكفي عامة لنصب التمثال وإقامة العلم وإنشاء مبني تمارس من خلاله السلطة.

فقد ساد خيار السلام على ألسنة الساسة على أنه خيار إستراتيجي، و تبنى القادة هدف الوصول إلى السلام هدفًا إستراتيجيًا، متناسين أن هناك بونًا شاسعًا بين تنوع وسائل إدارة الصراع, وبين تسوية الصراع للوصول إلى السلام بغض النظر عن محل التفاوض.

وجاءت الانتفاضة لتعيد الدفة و تضع الأمور في نصابها, ولتعلن أن السلام المزعوم ليس خيارًا استراتيجيًا لا يمكن الرجوع عنه, بل هو في الواقع ومنذ البداية لم يكن كذلك بالنسبة لجماهير المسلمين.

فمهما كانت المبررات وما يفرضه الأمر الواقع فلا يمكن القبول بالسلام وفقط وتذهب الحقيقة أدراج الرياح.

فثمة تصميم على أن ينتهي الصراع حينًا من الدهر نعم, ولكن وفق معطيات الانتفاضة فليس هناك شئ قابل للتنازل, فالأرض كلها أرض فلسطين, أرض عربية مسلمة, واليهود مغتصبون, ولا شئ ينهى الصراع إلا رحيلهم.

استطاعت الانتفاضة إذن أن تثبت أنه ما زال للصورة وجه آخر فيما يتصل بأوهام عملية السلام مع 'إسرائيل', وان جذوة العقيدة متقدة في النفوس والأذهان التي مازالت تدرك ما تريد.



ـ الحفاظ على استمرارية المشروع النضالي

يقول أحد قادة الصهاينة في تعقيب على كثرة العمليات الاستشهادية, أنه عند اندلاع الانتفاضة كانت حماس تبحث عمن يقوم لها بعملية فدائية, أما الآن فان القائمة مكتظة والسباق محموم للفوز بعملية تحقق لهذه العناصر الجهادية الأمل المنشود.

هذه الكلمات تعبر عن واقع جديد يترسخ عبر الأيام, وهو أن الانتفاضة بخيارها الجهادي وبعدها العقدي أثبتت أن القضية التي بذل كل ما بالامكان من أجد دسها في أروقة الأمم المتحدة ومدريد وأوسلو وجنيف ستستمر حتمًا, وستستمر أيضًا بعيدة عن تلك الخيارات.

ثمة ملمح آخر في هذا الصدد جدير بالتأمل, فأنت ما تجد رجل الشارع يكاد يلتفت إلى اطروحات السلام ومفاوضات الحل النهائي ولا يكاد فيها يُبين, ولكن ما أن تنقل الفضائيات وشاشات التلفزة أنباء عملية استشهادية إلا وتجد العجوز والشيخ والطفل والشاب في حالة من الانتشاء والبهجة تقارب حالات الأفراح والأعراس, كلهم يتمنى لو كان هو كذلك, أو ولده على الأقل.

نقول ذلك مؤكدين أن القضية التي تتبناها الشعوب لا تموت, فالموت سيفني القيادات التاريخية بشتى أنواعها وتوجهاتها, وسوف تبقى القضية متقدة في نفوس الشعوب, محافظة عليها حفاظها على عقيدتها من المسخ والضياع.



ـ جمع كلمة الأمة وتوحيد كلماتها

منذ أُسقطت الخلافة الإسلامية عام 1924 ما عرفت الأمة اجتماعًا على كلمة وتوحدًا على قضية,

وقد أذاقتنا الانتفاضة لذة التوحد, بعدما ازدادت الفرقة واتسعت الهوة بمبادرات واطروحات ينظر لها الجميع من باب المصلحة, والمنفعة, وغابت بين طياتها لب القضية وحقيقتها.

نقول عرفت الأمة كيف تنهض عن بكرة أبيها في يوم واحد في شتي بقاعها دعمًا للانتفاضة, واحتفاءً بانتصاراتها, في وقت عز فيه الاجتماع والتوحد.

هذا البعد العقدي للانتفاضة تخطي حدود الجغرافية والإقليمية, ودفع الأمة دفعًا إلى تبني خيار المقاومة والوقوف من ورائها بقوة, ما حظي بها خيار آخر.

نقول مؤكدين أن هذه الأمة ما كان ليجمعها أبدًا خيار السلام مع الصهاينة, وما قادتها تلك المبادرات والمهاترات إلا إلى مزيد من التشرذم والضياع, إضافة إلى قدر غير معقول من الهوان, وما تماسكت وتعاضدت إلا على مشروع نضالي عقدي يحرر الأرض ويعيد الكرامة لا يضرها في شرذمة المنتفعين والمتخاذلين.



ـ قلوب عقدية وأيدي نظيفة

رجل العقيدة ذلك الذي جاء ليقدم روحه قربانًا لدينه ونصره لقضيته, تراه غير طامح لمنصب ولا لسيارة أمريكية فارهة, ولا حله فرنسية أنيقة, بل يذهب يحمل حنوطه وكفنه عازمًا على البذل والعطاء ليس فقط لماله ولكن كذلك روحه ونفسه, عالمًا ما سيكون عليه حال البيت الذي سيهدم والأطفال التي ستشرد والزوجة التي ترمل, ولكن ذلك كله لا يثنيه عن المضي قدمًا علّه يفوز بموعود رب العالمين.

هذا التأمل يقودنا إلى الوقوف قليلاً متسائلين: تري ماذا يكون حال القضية لو تركت لأولئك الذين امتلأت قلوبهم بحب الشهوة وفاضت على بطونهم وظهرت ملامح الفساد على وجوههم؟

كيف يكون الحال لو ترك خيار حل القضية لأولئك؟ إذن لبيعت القضية بثمن بخس, ولربما بغير ثمن سوى رضا صهيون.

فليس ثمة خلاف في الساحة الفلسطينية حول أن الفساد مستشر في أجهزة السلطة, وعبر عنه أيما تعبير عرفات عندما سئل لدى قيام السلطة عن سبب انتقائه بعض المسؤولين الفاسدين لشغل مناصب قيادية في الأجهزة المدنية والعسكرية, فأجاب أن اجتياز هذه المرحلة يشبه عبور المستنقع حيث يحتاج المرء إلى انتعال 'جزمة وسخة', هكذا.
والأحاديث لا تنتهي عن تعداد نماذج وسرد حكايات عن أنماط الفساد والإثراء غير المشروع، وعن ضباط تخاذلوا في المعارك وعينوا لاحقًا في أعلى المناصب، وعن وزراء ربطتهم صلات وثيقة بالصهاينة.

ويكفى للدلالة على مآل القضية لو أوكلت إلى هؤلاء ما تداولته المصادر الصحفية من تورط بعض كبار المسؤولين في صفقة تزويد جدار الفصل العنصري الصهيوني بالاسمنت المستورد من مصر لحساب السلطة الفلسطينية.



وأخيرًا: ـ

نقول أن المفاوضات لا تحرر أرضًا ولا تقيم دولة، وإنما المقاومة فقط هو السبيل لذلك, والشهيد الذي شهد أن دين الله أغلى عليه من حياته هو بحق المشروع الوحيد القادر على إنفاذ وعد الله المكتوب
عائد الى حيفا
عائد الى حيفا

عدد الرسائل : 307
Localisation : ماتركس مافيا اختراق
تاريخ التسجيل : 23/02/2007

https://heartpall.mam9.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الانتفاضة...عرائس من شموع دبت فيها الروح Empty رد: الانتفاضة...عرائس من شموع دبت فيها الروح

مُساهمة من طرف أبو اليزن الإثنين أبريل 02, 2007 1:25 am

مشكووووووووووووووووووووور

أبو اليزن

عدد الرسائل : 93
العمر : 34
Localisation : قلب المنتدى
تاريخ التسجيل : 06/02/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى