استطلاع للرأى في فن التخلفوالغباء

استطلاع للرأي في فن التخلف والغباء..بقلم: جمال قبها
من كان يصدق أن الأمة العربية سيصل حالها إلى هذا الحال , بعد أن شيدت حضارات ح‍ُفرت في قلب التاريخ ولن تزول !!! من كان يصدق أن الأمة الإسلامية التي نشرت العدالة على هذه الأرض باتت تشحذ من الغرب ما تيسر من العدالة !!! زمن بتنا فيه العنصر الأرخص على الإطلاق , والعنصر الأسخف على الإطلاق , والعنصر الذي أتقن فن التخلف والانغلاق.


من كان يصدق أن يصبح ثمن الناطق باللغة العربية أرخص من ثمن الحيوان !!! من كان يصدق أننا بتنا ندافع عن وجودنا كبشر !!! بعد أن كنا أمة يحسب لها ألف حساب , فما هو السبب في تغير الأحوال من حال إلى حال؟
لا أحد على الإطلاق يستطيع أن ينكر أننا في حضيض الشعوب ,وأننا بتنا (صفر على الشمال) لا قيمة له على الإطلاق , وأننا بتنا العنصر الفاسد الذي يرغب العالم أجمع بالتخلص منه , ليبقى العالم مقتصراً على الشعوب المتحضرة والشعوب التي تستحق الحياة , فهل بالفعل بتنا لا نستحق الحياة ؟
إن المراقب لأمتنا العربية والإسلامية سيدرك سريعاً أن الإجابة (نعم) نحن لا نستحق الحياة , لأننا بعنا تاريخنا وحضارتنا التي كانت تتربع على قمة الهرم في العصور السابقة بأرخص الأثمان, وسيدرك أننا بتنا بعيدين كل البعد عن الهرم نفسه وليس عن قمته فحسب , المراقب لحالنا وأحوالنا , سيدرك أننا بتنا عالة على حضارات هذا الزمن الخسيس , الذي أصبح المواطن العربي فيه , يعرى أمام كلاب الغرب من أجل تفتيشه , ومن أجل تحقيره , ومن أجل إذلاله ,إن المراقب لوضعنا الحالي سيدرك أننا بتنا من أجهل شعوب الأرض وأغبى شعوب الأرض , وأننا بتنا الأكثر إستهلاكاً لثقافة الغباء والتخلف.
نعم إن الشعوب التي تستحق الحياة , هي الشعوب التي تجتهد للنهوض والتقدم إلى الأمام , ومواكبة التطورات لحظة بلحظة , أما الشعوب الكسلى , التي لا تريد أن تزعج أدمغتها البالية في التفكير بكيفية صناعة عود ثقاب , فهي في الحقيقة لا تستحق الحياة .
لقد باتت أجهل شعوب الأرض أكثر حضارة منا , وأكثر تقدماً , والذين كانوا عبيداً وخدماً لأمتنا , باتوا أسياداً ينظرون ألينا كأننا عبيد العبيد .
لقد بتنا شعوباً مستهلكةً لا فائدة ترجى منها , وبتنا عالة على هذا الزمن الذي بات لا يعترف بوجودنا كبشر , وبات ينظر إلينا نظرة استحقار ونظرة اشمئزاز , وفي الحقيقة أعتقد أننا نستحقها بجدارة .
فكيف سيكون لنا شأن في هذا الزمن , ونحن لا زلنا لا نتقن النظام , ولا نتقن لغة الحوار , ولا نتقن عشق الأوطان , ولا نتقن فن التضحية ؟ كيف سيكون لنا شأن في ظل صراح دموي على كرسي (بأربع رجلين) حتى بات هذا الكرسي أكثر همنا, وبات هو المعلم الحضاري لثقافتنا , وبات هو أصل اللغة التي ننطقها , فهو لا يحتاج إلى الشرف ولا يحتاج إلى الوفاء , ولا يحتاج للصرف والنحو والأعراب , لقد بات هذا الكرسي أكثر الأهداف سهولة , والأغلى ثمناً , لدرجة أننا بتنا ندفع الكثير من القرابين لهذا الكرسي من أجل أن نجلس عليه ,بغض النظر إذا كان يخفي تحته خازوقاً لهذه الشعوب أم لا, لقد بتنا نسعى إليه حتى لو دفعنا ثمنه أوطاناً بأكملها , وحتى لو أبيد لأجله شعوباً وتواريخ عريقة .
لن تقوم لنا قائمة , طالما لا زلنا لا نعترف بأخطائنا , ونتمسك بجهلنا وكأنه الجنة , ونتمسك بغبائنا وكأنه أصل العلوم , لن تقوم لنا قائمة ونحن لا زلنا نمارس الرجولة ونحن في الحقيقة مخصيين لا حول لنا ولا قوة , ولن تقوم لنا قائمة , ونحن ندافع عن شرفنا أمام أخوتنا , وفي الخاراج يداس هذا الشرف بالأحذية العتيقة , ولن تقوم لنا قائمة , ونحن نمارس التشنج والرجولة في الحوار أمام بعضنا البعض , وفي الخارج نكون كالمطلقة التي تخجل من التعريف عن نفسها(مع كل الاحترام للمطلقات).ولن تقوم لنا قائمة , طالما هدفنا الوحيد هو ملء البطون والجيوب,وسرقة لقمة الجياع , لن تقوم لنا قائمة , ونحن نمارس النفاق في بيوت الله وخارج بيوت الله , لن تقوم لنا قائمة , ونحن نمارس التفكير كالمخصي الذي يمارس الجنس مع خبيرات الدعارة.
نعم لن تقوم لنا قائمة , طالما لا زلنا نتقن فن التخلف وفن الغباء .

أسئلة الأستطلاع
1-هل نحن أكثر الشعوب تخلفاً
2-هل نحن أكثر الشعوب غباءاً
3-كل ما ذكر